News & Events
“وأنت هتتحب أمتى يا منيل” جُملة قالها دكتورمُهيب. الدور اللي قام بيه الفنان أشرف عبد الباقي في فيلم حب البنات بعد فترة شاف فيها قصص حب كتير بتتكون حواليه وهو لا حَب ولا أتحب.. قاعد زي ما هو.
وكتيرمننا بيعشوا نفس شعوره وبنسبة ليهم تحدي إن علاقات ارتباط وزواج كتير بتتكون حواليهم وهما زي ما بنقول “محلك سر”.
بس عامة، مين فينا مش هيفرح لما يحب ويتحب ويكون معاه شريك في السكة يسنده ويدعمه؟! لكن اللي بيعرض الحلم الجميل ده للخطر هي أهدافنا الأساسية من الارتباط والزواج.
3 أهداف للارتباط والزواج.. ابعد عنهم:
- الرغبة في تجنب الوحدة
قال “في يوم من الأيام الكل هيتشغل عنك: أصحابك وحتى أهلك ولو مكنش معاك زوجة تونسك هتبقي وحيد”
أوقات الخوف من الوحدة بيحرك جوانا رغبة في الارتباط وساعتها شعور الخوف ده بيكون زي العدسات المكسورة، بيمنع عنينا تُكوِّن نظرة سليمة عن الشخص اللي بنختاره شريك لحياتنا لأننا في الأغلب عايزينه شخص متاح وموجود ديمًا فممكن نوافق على أي شخص ونوافق يكون لعلاقتنا أي شكل بس في الآخر مينتهيش بيا الأمر وحيد. لكن المشكلة كمان أننا نطلب من شخص يكون بيعمل دور مش دوره، إنه يكون ديما متاح وموجود ولومعملش كده المشاكل تبدأ.
مهم نفهم أن مفيش مشكلة نعدي بأوقات فيها وحدة ده مش بيقول إنك في النهاية هتكون وحيد. بس كمان مهم نعرف أن ضروري يكون في علاقة قوية مع نفسنا، فاهمين احنا مين وإيه احتياجاتنا وعايشين هنا بنعمل إيه ونكون بنقدم قدر كافي من الحب لينا. وحوالينا علاقات مع آخرين، دائرة قريبة لينا بيدعمونا وبيحبونا. وده بينبهنا إننا مش محتاجين نفكر في الارتباط ونسعى له عشان نحل مشكلة شعورنا بالوحدة وبيفكرنا أن الشخص اللي ممكن نرتبط بيه مش محور حياتنا ومش دوره يسدد شعورالأمان جوانا وان حياتنا ومعناها مش متوقفة عليه. - تسديد الإحتياجات النفسية والجنسية
تسديد الاحتياجات تحدي بنعيشه وبتزيد صعوبته مع المسلسلات والأفلام لأنها بتعكس لينا أن الحب سهل يتعاش وعلاقات الارتباط سهل تتكون وبتبين ديمًا أنك ناقصك حاجة لازم تدورعليها وتاخدها، لازم تلحقها أوهتفوتك. وأن الطرف التاني من العلاقة معاه كل احتياجاتك مُسددة ومشبعة. وبالتالي ده بيتحول تلقائيا لهدف جوانا عايزين نحققه بالارتباط لأنه هيحقق من وجهة نظرنا الشبع والسعادة.
بس المشكلة في الشكل ده من الحياة، إننا نطلب من شريك حياتنا يكون دوره هو إشباعنا ومسؤوليته هي سعادتنا وعشان كده مع الغياب والتقصيرأو لو توقعنا متحققتش بتبدأ المشاكل في الظهور بين الطرفين وبتبدأ حالات الخيانة، الطلاق والاعتداءات الجسدية في الارتفاع لأنه بيكون السبب لدخول الشخص للعلاقة هو تسديد الاحتياجات ولو ده محصلش هيعمل أي تصرف عشان احتياجاته تُسدد. - الهروب من مشاكل وأراء المجتمع الضاغطة
تعريف المجتمع للزواج أحيانًا بيفرض علينا تسلسل لحياتنا فيه خطوة الارتباط والزواج خطوة إلزامية وفي توقيت معين ولو محصلش بالشكل ده بتكرر مجموعة من الجُمل زي:
“الناس تقول إيه، ليه بترفض العريس كل شوية؟ – مش عايز تكون راجل وقد المسؤولية؟ – انت كبرت وجاهز مش ناقصك حاجة، ليه متتجوزش؟ – ليه مش عايزنا نفرح بيكي؟”
وغيرهم من الجُمل اللي بتولد جوانا شعور بالضغط، الرفض، إننا مش كفاية أو بنعاني من مشكلة ما وبتدخلنا في مقارنة مستمرة مع ناس حوالينا. وأصل المشكلة هنا أن المجتمع بيشوف أن القيمة في الزواج. واللي بيتأخرأو بيرفض الزواج أو بيرفض التوقيت اللي المجتمع فرضه بيُصنف أنه بيعاني من مشكلة ولازم تتحل أو هيصاحبه الخزي طول الوقت.
بس دي مش الحقيقة ولا أصل الحكاية
الحكاية بدأت لما خلق الله الإنسان، كائن علاقاتي عنده احتياجات طبيعية ومحتاج حواليه علاقات تسانده وتشاركه الحياة بكل ما فيها من تفاصيل. بس قبل أي علاقة وُجدت مع البشر كانت علاقة الإنسان الأولى مع الله. العلاقة الأولى، الأساسية والمُشبِعة وده لأن الله هو الخالق الأصلي، المُحِب من غير شروط واللي بيقبل الإنسان من غير أي دافع غير الحب. عشان كده مهما دوَر الإنسان على محاولات إشباع لاحتياجاته الحقيقية للحب، القبول والمعني في أي شيء أو شخص غير الله ديمًا هتكون في حاجة ناقصة لأن احتياجاتنا العميقة أكبر من إن إنسان يقدر يسددها. ولما أحنا نسينا ده وبدأنا نحط الاحتياجات دي أهداف للزواج اللي هو مش مُصمَم إنه يعملها، بدأت كل المشاكل..
دكتور ماهر صموئيل في إحدى مقابلاته قال “يظن البعض أن الزواج يؤدي لحياة مُشبعَة لكنه مصمم للمُشبعين لكي ينجح.”
الزواج مش مصمم عشان
- يُشعرنا بالقيمة باعتباره إنجاز أو من خلال أي إنجازات جواه. الله خلق الإنسان عنده قيمة في ذاته وله سلطان (تكوين 27:1-28) قبل أي إنجازات وجدت في العالم وده مش هيقل مهما حصل ومش هيزيد بأي إنجازات أرضية.
- يكون هو هدف الحياة: الله خلق فكرة الزواج عشان شريك الحياة يكون معين للآخر أثناء رحلته في تحقيق هدفه ورؤيته (تكوين 2:18) مش عشان يكون الزواج هو الفكرة اللي بتدور عليها حياتنا وننسى فيها أن كل شخص ليه هدف أعمق بوجوده على الأرض ورؤية يسعى لتحقيقها.
- يُحقق الاستقرار: الجوع الداخلي جوة كل شخص فينا للاستقرار أساسه احتياجنا للاستقرار الداخلي، لسعادة تداري على الألم اللي جوانا لكن الفكرة إن مش دور الزواج بالعكس لو أتبنى الزواج على أهداف مش سليمة ده اللي بيولد زواج مُنتهي بألم ومعاناة وتشوهات جديدة جوانا ومن هنا بتنتشر فكرة أن “الزواج مشروع فاشل” برغم أن المشكلة مش في الزواج لكن الأهداف.
قرر النهاردة تراجع أفكارك عن الارتباط والزواج، ارفض الكدب وتمسك بالحقيقي والأصيل.