News & Events
“.أنا مُدمناك، مع إني عارفة إنك طريق أخره سراب. لا أنا قادرة من حبك أخف ولا قد أعراض الانسحاب”
دي كانت الكلمات اللي عبّر بيها الكاتب في تتر مسلسل “ليالي أوجيني”، عن صراعه بين 3 اتجاهات: مشاعر الحب، ألم داخلي وأزمة مش عارف يحلها. الصراع بدأ بقصة الحب الجميلة واللي بدأت نقية ومُشبعة، لكن معداش وقت وتحولت القصة.
اتملت بصور الأذي اللي بيتعرضلها جوه العلاقة وده اللي سبب الأزمة الحقيقية: رغبته إنه يبعد عن مصدر الألم، لكن .برضه مش قادر يستغنى عن كل الحب اللي أشبّعه ولو للحظة. والأزمة دي بيصفها الطب النفسي إنها إدمان العلاقات.
ارجع اقرأ أول سطر تاني، وتعال نعرف إيه هو تعريف إدمان العلاقات، وإيه الأعراض اللي بتقولى إني بصارع الصراع ده..
إدمان العلاقات؛ هو نتيجة لجوع شديد جوانا للحب، للتقدير، للآمان، الانتماء، والقيمة ولأن دي احتياجات أساسية مش مُسددة جوانا من وقت الطفولة، بتكون زي البطارية الضعيفة للتليفون يفضل ينبهك كل شوية عشان توصله بالشاحن.
إحنا كمان بنسعى بأي شكل عشان نسدد الجوع ده. وواحدة من الأشكال دي هي الدخول في علاقات عشان نسدد الجوع جوانا. إنّنا نعتمد على شخص تاني في تسديد احتياجاتنا دي كمحاولة منّنا لتجنب ألم الجوع، شدة الاحتياج، وعشان نهدّي الصراعات اللي جوانا ونشعر بالارتياح والاستقرار. ومع الوقت ندمن المشاعر الناتجة عن العلاقة دي وبنرتبط عاطفيًا بالشخص حتى مع وجود إيذاء جسدي، أو نفسي، أو اختلافات مرفوضة بالنسبة لينا ولمبادئنا الشخصية. لكن ببساطة اللي بيفرق معانا في المشهد وقتها هو شيء واحد: إن اللي بيتقدم ليَّ كل يوم في العلاقة دي مايقفش والدايرة بتفضل مستمرة:جوع.. تسديد.. إدمان.لغاية الوقت اللي هتقرر تكسرها..
العلاقات الإدمانية شكلها بيكون عادي؛ لكن جواها بنقابل علامات بتقول إنّنا فاقدين للحرية واحتياجاتنا هي اللي بتقودنا..
3 علامات بيقولوا إن دي مش علاقة عادية، دي علاقة إدمانية..
“مش بنقدر نستخدم كلمة “لا”
ودي واحدة من الأركان الأساسية في إدمان العلاقات؛ لأننا بنخاف لما نقول لا نخسر الشخص وبالتالي هنخسر المشاعر اللي بنحسها، المهدئ اللي بيقول إن كل شيء تمام وبيكون أساس الموضوع جوانا هو الخوف من الرفض، الهجر، والوحدة.
ولأننا بنخاف نعمل حدود مناسبة لينا ونقول لا ونترفض..
- بنقبل أي مبادئ حتى لو مختلفة عن مبادئنا.
- بنقبل حدودنا الجسدية تتكسر في صورة تعديات جنسية. وده لأن في العلاقات غير الصحّية بيتم تعريف الحب إنه بيساوي الممارسات الجنسية. ومن هنا بيكون التهديد لو رفضنا الجنس بنرفض الحب والعلاقة.
- بنقبل التعدّيات الجسدية بالضرب وبنرسم ليها مبررات تخلينا نقبلها؛ لكن الحقيقة إنّنا لو نقدر نمنعها من غير ما نقطع حالة تسديد المشاعر الجميلة اللي بتحصلنا من الطرف التاني للعلاقة هنعمل كده من غير تردد.
بنقبل نتخلى عن اهتمامتنا، علاقاتنا، أشغالنا عشان نتواجد مع شريكنا في العلاقة..
في العلاقات الإدمانية، بنتنازل بسهولة عن الأمور اللي كانت في العادي مهمة بالنسبة لينا وده لأننا عايزين نقضي أكبر وقت مع الشخص اللي بيساعدنا نكون مستقرين واللي بيوصلنا إنّنا محبوبين وكفاية.
المشكلة هنا بتظهر لما بنكتشف إنّنا مبقاش عندنا اهتمامات خاصة بينا، وبقى كل تحرك لينا بناءً على رغبات شريكنا. وبنكتشف بعد وقت إنّنا فقدنا كل علاقاتنا ومبقاش حد قريب منّنا غير شخص واحد. وواحدة واحدة بنحس إننا فقدنا إحنا مين! وعالمنا بقي شخص واحد وهو شريكنا في العلاقة دي.
حياتنا بتكون في القمم الجبلية أو أنفاق تحت الأرض..
في العلاقات الإدمانية، دايما بنتحرك بشكل مبالغ فيه أو متطرف زي بندول الساعة؛ أقصى اليمين أو أقصى اليسار. ده بنفذه بأكثر من صورة:
في تعاملاتنا مع شريكنا في العلاقة بيكون جوانا فكرة بتقول: أنا بحبه قوي ودا معناه إني هقدمله كل اللي محتاجه في أي وقت، وبأي طريقة ومهما كان التوابع، وبنبرر ده بإن دي طريقة تعبيرنا عن الحب. “شريكي هو رقم 1 وأي مرة هحط نفسي فيها الأول هكون أناني” بيكون عندنا إعتقاد إنه لو ماعملناش كده مش هنبقى بنقدم حب كفاية ليهم. لأننا مش بنقبل غير نكون في قمة جبل الحب من وجهة نظرنا، أو هنكون في واحدة من الأنفاق المظلمة الضيقة وحوالينا شعور كبير بالذنب بيطاردنا. مضمونه إنّنا مقصرين ومش كفاية ولازم نقدم أكتر.
في مضمون العلاقة: واحدة من الأفكار اللي بنتحرك وراها خلال علاقتنا الإدمانية بتقول إنّنا لازم نكون قاعدين أعلى قمة جبل الرومانسية 24 ساعة ووجود أي تغيير طفيف في تعامل شريكنا أو غياب الرومانسية لبعض الوقت يُشعرنا بالتهديد؛ وكأنه منبه بيقول إن في مشكلة ما مجهولة.إن شريكنا حُبه بقى أقل أو إنّنا مبقناش كفاية ولازم نتصرف. وغياب قمة جبل الرومانسية بتدخلنا تلقائيًا في نفق بيواجهنا فيه وحش جديد بيقولنا إنّنا السبب وإحنا برضوا اللي مُقصرين وبيبدأ صراع جديد مع الشعور بالذنب والخوف.
في نهاية العلاقة: في العلاقات الإدمانية، النهاية دايمًا مش بتكون سهلة. لأنها مش بتنقلنا من قمة الجبل للنفق، لا لكن بتُشعرنا بشكل ما إنّنا موجودين أعلى جبل، بينهار تلقائيًا مع قرار نهاية العلاقة. وأحيانًا بيتبع شعورنا بإنهيار العلاقة رغبة مُلحة لإنقاذ العلاقة مهما كان التمن اللي هندفعه.
وفي حالة فشل كل المحاولات في إنقاذ العلاقة، بندخل جوا نفق جديد بيحاوطنا فيه الوحوش الثلاثة: الخوف، الفشل، والشعور بالذنب.
إدمان العلاقات مش مشروط في نوع علاقة محدد. مش النهاية، حتى لو اكتشفت صراعك معاه.
بنشجعك تتحرك خطوة لقدام وتقرّب خطوة لحريتك من خلال الاشتراك في مدرسة Fight For Freedom. هي مدرسة متخصصة للتعامل مع السلوكيات القهرية وبشكل خاص إدمان العلاقات، إدمان الإباحية، والعادة السرية. اشترك من خلال اللينك ده:https://ma7ata.com/courses/fight-for-freedom/