في حوار مع صديقي المتعافي قال “زمان، في كل مرة وقعت فيها كنت بتأكد أكتر أني عمري ما هبطل وأن محاولاتي كلها ملهاش لازمة. لغاية اللحظة اللي عرفت فيها أن تعريفي للتبطيل والتعافي أصلًا كان غلط.”

في ٣ حقائق عن التعافي من إدمان الإباحية محتاج تعرفهم..

• التعافي سكة وخطوات بنتعلم نمشيها: ودي من أهم الحقائق اللي لازم تعود ذهنك وودانك عليها. لأن في المقابل، واحدة من الأفكارالمنتشرة عن التعافي بس مش حقيقية هي أن التعافي هيتم في خطوة، قعدة أو يوم واحد. يمكن ده مش بنقوله لكن احنا بنستنى إنه يحصل خاصة بعد كل مرة بناخد قرار نبطل أو نقعد قاعدة شخصية وجَدية مع قائد. وده اللي بيسبب صدمة كبيرة لما بنقع. لكن الحقيقة بتقول إنك عشان تتعافى من إدمان المواد الإباحية لازم أول حاجة تحصل بعد قرار إنك تبطل: إن وعيك الشخصي يزيد. فتبدأ تفهم إيه هي المشكلة، أسبابها، الجذور اللي ساعدتك تصارع الصراع ده، امتى بيحصل وفين. ولما بتكوِّن صورة عن حقيقة المشكلة، ساعتها هتعرف تحلها. زي الpuzzle كل خطوة بتاخدها هي قطعة بتكوِّن جزء جديد في الرسمة الكبيرة.  بتقربك خطوة في التعافي وبتبعدك خطوة عن الإدمان. واعرف أنه في كل مرة بتحترم احتياجك للمعرفة والوعي وبتركز إنك تتعلم عشان تتحرك خطوة سليمة، ده اللي هيساعدك تتعافى مش الإنجاز. لأن التعافي سكة مش نقطة نهاية محتاجين نوصلها.

• التعافي حقيقة بتحصل لكن يتضمنها انتكاس: وانت بتقرأ الجملة دي للمرة الأولى احتمال يوصلك إنك لازم تقع ودي حاجة محبطة بعض الشئ، بس ده مش اللي اقصده خالص. إيه الحقيقة؟! الحقيقة بتقول أن التعافي بيتحقق. وأن كتير اختاروا التعافي من سلوكياتهم الإدمانية ونجحوا. قدروا يستعيدوا نفسهم وذهنهم من جديد. المشكلة فين؟ المشكلة هي التوقع والقرارإنك مينفعش تقع تاني. فرض حتمية التعافي. وده بيرجعنا تاني لنقطة الإنجاز وساعتها محتاجين نسأل نفسنا أنا مختار التعافي ولا الأهم هو شعوري بالإنجاز؟ مش بس كده لكن الفرضية ده بتوقفنا عند مشاعر صعبة زي الخزي واليأس “أني مهما حاولت برضه بقع” طب وبعدين؟ مين غلط؟ هل المفروض نقبل الانتكاسة عادي ونتصالح معاها؟ لأ، لكن الحل هنا إنك ترجع خطوتين ورا عشان تفهم أنت ازاي مش بتقع في الأصل؟ أنت مش بتاخد مصل للتعافي بيحمي مناعتك من الانتكاس. ارجع للنقطة الأولى وافتكر أن أنت بتختار تكون واعي بنفسك وتفهم أنت إيه اللي بيوقعك وفين وامتي وكل ما تفهم عن نفسك أكتر هتقدر تكَوِن حدود مناسبة تحميك من الإختلاط بالمسببات دي. وقتها فعلا مش هتقع. طب لو وقعت؟ ده معناه إن لسة في باب مش مقفول صح. والعربية في المواقف دي بتنبهك إن لسة باب مفتوح. هي دي الانتكاسة، هي حصلت وإنتهت ودورها دلوقتي إنها تشاورعلى الباب المفتوح عشان تقفله وتكمل رحلة تعافيك من جديد. في الكتاب المقدس الكاتب بيقول كده: “لاَ تَشْمَتِي بِي يَا عَدُوَّتِي، إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي.” (ميخا 7: 8). بعد الانتكاسة بيقابلك طريقين: يا تفضل قاعد في الانتكاسة أو تقوم تتعلم ازاي تتفادى الحفرة دي المرة اللي جاية.

• التعافي تسليم كامل وخطوات مع بعض بتكمل بعض: سمعت قبل كده عن المثل اللي بيقول “صاحب بالين كداب؟” كتير مننا اتعود يسمعه من أهله لما يقرر يذاكر قدام التليفزيون لأن في الآخر في حاجة هتاخد تركيزك أكتر من التانية ومش هتقدر تركز بشكل حقيقي في حاجة فيهم. في رحلة التعافي بيتطبق نفس المثل برضه. مش هنقدر نختار أمور عكس بعض. يعني مش هتقدر مثلا تتمسك بنفس أسلوب الحياة والممارسات ومع الأشخاص اللي بتثير إدمانك وتكون متوقع تغيير حقيقي في حياتك. في رحلة التعافي الخاصة بيك، انت بتختار سكة تركز فيها. ودي بتكون الخطوة الأولى واللي بعدها بتستمر خطوات مختلفة مع بعض. بنقرر نفهمها ونعملها بكل أمانة قدام نفسنا وقدام مُشرف معانا ومعاه بتكون في محاسبية ووضوح. في سكة التعافي احنا بنختارمنفضلش واقفين في الماضي. بنقبل نفتحه ونفهمه ونطلب من الله يساعدنا نعيش خبرة شفاء حقيقية وده هيحصل طالما كملنا بأمانة في السكة مع الله والمشرف. وبرغم أن في خطوات وسكة مستنياك لسة إلا إن في شعار حقيقي مطمئن وهو “لليوم فقط”. أنت فعلا قدامك خطوات وتركيز في سكة اختارتها. بس المميز إنك مش محتاج تبص هتعمل إيه في كل ده مرة واحدة وهيحصل تغير في حياتك ولا لأ. أنت بس محتاج تركز على اللي أنت هتقدر تعمله النهارده وإيه اللي محتاج تقرره، تمتنع عنه، تقرأه وتفهمه النهارده.

بنشجعك تشترك في مدرسة Fight For Freedom. هي مدرسة متخصصة للتعامل مع السلوكيات القهرية وبشكل خاص إدمان الإباحية والعادة السرية وإدمان العلاقات. تقدر تشترك من خلال اللينك ده: Fight For Freedom