فشلت؟!
فشلت؟!
- June 15, 2023
- Posted by: John Adel

بتعصبك يا فاشل؟ طب يا فاشل يا فاشل..
مشهد كوميدي كتير منّنا حافظه من فيلم الباشا تلميذ. عايز أسألك، هو ليه مش مقبول إنّنا نمر بخبرات فشل!؟ هل فعلًا الفشل أمر مُهين؟ هل ده مبني على تعريف منطقي جوانا له؟
كلمة “الفشل” هي من الكلمات المرفوضة واللي مربوطة جوانا بمشاعر صعبة وأفكار بتخبط فينا، وكأن لو حصل وفشلنا مش هنعرف نعملها تاني، أو بعدها عداد الفرص هيعد علينا.
المشكلة مش في الخبرة اللي أنت مريت بيها، ولا الغلطة اللي سببت خبرة الفشل، الفشل ونظرتك له مجرد قشرة سطحية خارجية لنقط أعمق جوانا، وده اللي هنفكر فيه خلال المقالة دي..
عشان نفك معضلة الفشل محتاجين نفهم 3 نقط مختلفين، الأولى هيَّ أساسهم:
أنت مش الفاشل اللي أنت بتقول عنه
أكبر مشكلة بنقع فيها بعد المرور بخبرات فشل؛ هيَّ إنّنا نساوي نفسنا بمقدار فشلنا وبكل بساطة بقول: “أنا اللي الفاشل”. خاصة لو كانت خبرات الفشل متنوعة وامتدت في أكتر من مجال في حياتنا زي العلاقات، الحب، والشغل كمان، أو اتكرروا ورا بعض بدون فارق زمني كبير. أوقات مش بنعلن ده بصوت عالي، لكن حقيقة نظرتنا لنفسنا بتظهر بعد تكرار خبرة الفشل حتى لو بعد سنين، وكأن الإعلان ده كان مكتوم أو حاولنا تجنبه وإنكاره عشان نقدر نكمل. لكن مع الفحص، أوقات بنربط نفسنا باللقب ده لمجرد إنه اتكرر أو حتى حصل.
علم النفس بيسمي المشكلة دي بإنها خطأ تفكير اسمه “العنونة” وهي إني ألزق أو يتلزق عليَّ لقب يصاحبني في خبراتي اللي جاية نتيجة إنه حصل في مرة، وبدل من إني غلطت مرة وينفع أقيّم الخطأ وأتعلم منه؛ بيتحول الأمر إن المشكلة فيَّ أنا.
ومن هنا أوقات بتخرج التنازلات الزيادة في العلاقات عشان مانفشلش في دي كمان، ومانخسرش زي ما بنقول أحيانًا، أو إنّنا نقبل أي شغل عشان دول اللي مش هيشاوروا على فشلي ويعياروني بيه، أو خبرة الفشل نفسها تاخدنا لتجنب الحياة وإنه مافيش فرص لشخص زييّ..
الجُمل دي وأكتر بكتير جُمل خادعة مربوطة بالعنونة، وهيَّ اللي محتاجين نراجعها الوقت ده. خلّي بالك العنونة مش مجرد خطأ تفكير؛ لكنها هيَّ حبال مُقيدة لروحك ولقدراتك.
أنت مش الفاشل اللي أنت بتقول عنه، أنت تحت تأثير نقط تانية محتاج تفهمها عن نفسك زي الناقض الداخلي اللي جوة كل واحد فينا، كمل للنقطة اللي جاية وهنفهمني..
اتقابل مع الناقض الداخلى اللي جواك – أنت مش كل الأصوات اللي بتسمعها جواك عنك.
جملة “أنا الفاشل” مش مُجرّد عنوان، لكن هيَّ وجُمل تانية سلبية مشابهة ليهم أصوات جوانا، بنفسر تكرارهم جوانا على إنهم حقيقة؛ لكن الحقيقة الحقيقية فعلًا إنه “لأ”، الصوت الداخلي اللي جوانا أو الناقد الداخلي زيَّ ما بيسميه علم النفس هو الناتج الطبيعي عن كل كلمة سلبية سمعناها، عن مقارنات، عن إساءات وصّلت لينا رسايل صعبة عنّنا أو احتياجات مش مسددة. وكانت مؤثرة بالشكل ده لأنها حصلت من دواير أساسية في طفولتنا اللي بتكوّن إحنا مين زيّ الأسرة، الأصدقاء، المدرسين.
وبالتالي الصوت الداخلي اللي جواك مش دايما بيكون حقيقة؛ لكنه تكوّن في شكل سور أو حاجز بينك وبين اللي تقدر تعمله باستخدام قدراتك ومواهبك.
وكل طوبة في السور ده هي فكرة تأسست جواك اسمها معتقد محوري. عشان كده لما بتلاقي نفسك بتقول إنك مش هتعرف تعملها، أو إنها صعبة عليك، أو إنك فاشل، ده لأنك عندك مخزون بينط قدام عينك تشبعت به من ناس تانية، هما كمان تعرضوا لإساءات شبيهه ليك فتعاملوا معاك بنفس الشكل لكنهم مايعرفوش قدراتك، ماخلصوش معاك كل المحاولات اللي تقدر تنجح بيها أو مامشيوش معاك السكك اللي محتاجها عشان تعرف أنت مين بجد ومحتاج إيه..
خلّي بالك، الناقد الداخلي وكل معتقد محوري جوانا ليهم التأثير اللي يشقلب توجه حياتك وقرارتك لو مافحصتهمش بشكل كافي، وهما ورا كل إدمان للشغل، والإنجازات، والرغبة في التراخي، أو الراحة الزيادة، لأنه بشكل ما همَّ اللي بيغذوا عقلنا بمدى كفاءة اللي بنعمله وكفايته وحسب شخصيتك هتستجيب.
طيب هل محتاج ترفض كل اللي بتسمعه جواك؟ لأ، بس الأكيد إنك محتاج تراجعه قبل ما تقرر قبوله، والأهم إنك تسعى لكشف السور اللي جواك بكل معتقد محوري اتكون في طفولتك، عشان تنطلق بحرية حقيقية في حياتك. ومن هنا نقدر نفسر إيه سر المقارنات اللي بنعملها وسر خوفنا من الفشل.
ماتدخلش في حرب مع وحش المقارنات، هتخرج خسران.
صعوبة المقارنات أنها واقفة بتضرب في شعورنا بالقيمة، الإنجاز، وبتضغط على الكبرياء جوانا، وبتطرح تساؤلات كتير زي ليه هو أحسن، ليه أنا كده؟ وتساؤلات تانية أكتر وبيتحد في صفوفها الناقض الداخلى اللي جوة كل واحد فينا.
المقارنة، حتى لو هدفك منها برئ وهو إنك تكبر وتنجح، فهي غلط، لأنها بتاخدك لسكة تانية من غير ما تحس إن عمرك ما هتقدر تحقق حاجة لأنك مش كفء ولا كفاية زي الشخص التاني، وعلى حسب نوع شخصيتك شكل اللي جاي هيبان..
ممكن تسحلك معاها في مارثون الخوف من الفشل والتوهان؛ فتفضل تجري دايمًا في محاولات تحقيق كل نجاح، بتجري كتير ويمكن بتجري من غير هدف أو هدفك إنك تعدي اللي بتقارن نفسك بيه وبس وأوقات من غير راحة لأن المقارنات بترجم الراحة تلقائيًا لتأخير، وإنك تتأخر عن أي شخص حواليك بكل بساطة هيترجم بقيادة المقارنات للفشل..
وشخصيات تانية هتسجنها المقارنات وسجَّنها هيكون الناقض الداخلي اللي جواها، في كل مرة هتتحرك هيمنعها بكل الكلمات القاسية اللي فيها هيشاور على الفروق اللي بينها وبين الشخص التاني فرق خبرة، فرق حب الناس له، الإنجازات السابقة ونقط تانية كتير. المهم إنه هيعلن لها إنه مافيش مكان ليها على الساحة وكأنها فاشلة من قبل ما تبدأ.
خليك فاكر إن كل شخص له طبيعة شخصية ونوع حياة وبيئة عايش فيها والأهم ماضي شكَّل فيه، وكل جزء من الأجزاء دي بتختلف من شخص للتاني ومحاولتك لمقارنة نفسك بأي شخص تاني غيرك هي ظلم ليك حتى لو كسبت في الأخر بأي صورة..
.أيًا كان السكة اللي هتسحلك فيها المقارنات أنت الخسران من روحك وطاقتك ووقتك..
المرور بخبرات فشل في ذاتها مش دي المشكلة، لو قررت تعرّف الفشل وأنت فاهم ال 3 نقط اللي فاتوا..
الفشل هو ادراك لنقاط الضعف اللي عندك عشان تشتغل عليها، الثغرات اللي جوا مشروعك أو أسلوب الشغل عشان تعرف تعالجها، لو خرجت كلمة الفشل من الجلاد اللي جواك وتعريفه للفشل؛ هتفهم إن الفشل استنارة ومواجهة مش ضياع وتوهة لو اتعاملت معاه صح..
أنت مش فاشل زي ما اتعودت تقول لنفسك، أنت محتاج تراجع أنت شايف نفسك إزاي، تكتشف نفسك، مواهبك، قدراتك عشان توظفها صح، وفي الأصل إدراكك لصندوق كنزك الداخلي ده هو سلاحك اللي هيجاهد معاك في جهادك للنجاح، وكل ما تفتكر إن كل خطوة بتعملها فارقة، وإنك مش محتاج تدخل صراع المقارنات، وتبدأ تتواجه مع نفسك اللي كانت زمان ودلوقتي وبس وتصدّق في نفسك وإن عندك فرصة؛ هتقدر تنجح زي ما بتحلم..
كل حد فينا زي الأرض الزراعية لو ماحدش اهتم يرويها ويغذيها في وقت من الأوقات هتبور، وده اللي بيحصل معانا لما مش بنفهم نفسنا ومش بنشجعها، أو مش بيكون معانا اللي يساعدنا في سكتنا. عشان كده بشجعك، اتعلم إزاي تتعامل مع الأفكار اللي جواك، تفهمها وتناقشها وتدير مشاعرك بشكل سليم فتقدر تقود الناقد الداخلي اللي جواك وده عن طريق مدرسة الأفكار والذكاء الوجداني هنا على موقع محطة من خلال اللينك ده:https://ma7ata.com/courses/thoughts-and-emotional-intelligence/
من فضلك، متخليش العائق المادي يمنعك تاخد خطوات تفرق في حياتك. تواصل معانا.
وبننشجعك كمان ماتمشيش السكة دي لوحدك ينفع تكون مع متخصصين يساعدوك صح.. اتواصل معانا عن طريق الواتساب على الأرقام دي وهنساعدك توصل ليهم..
- 01271392165
- 01200241547