أهمية النظرة إلى الذات تبدو جلية في أسطورة فتاة تدعى راپونزیل: كانت تلك الفتاة الشابة مسجونة في برج برفقة عجوز ساحرة، وكانت رائعة الجمال. ولكن العجوز ما انفكت تردد على مسامع تلك الفتاة : «ما أبشعك». وكانت تلك خطة العجوز الساحرة کي تُبقي الفتاة معها. ولكن ساعة تحرُر الفتاة دقت لما حدث يوما أنها تطلعت من نافذة البرج إلى الخارج وصادف ذلك مرور حبيبها الذي شُغف بجمالها. سجن راپونزیل لم يكن البرج بل خوفها من بشاعتها، تلك البشاعة التي أقنعتها بها العجوز الساحرة بفعالية التكرار. ولكن عندما رأت الفتاة جمالها منعكسا في عيني حبيبها، تحررت آنذاك من عبودية ما أوهمت به من بشاعة في نفسها. إن ما هو حقيقة في أسطورة راپونزیل، هو صحيح في واقع كل منا ؛ إن فينا حاجة ماسة إلى أن نرى في عيني إنسان آخر، انعكاس الخير الذي فينا والجمال، إذا كنا نريد حقا أن نتحرر. وحتى ذلك الحين نبقى نحن أيضا مقيدين داخل سجن أبراج أنفسنا.
ولأن اندفاع الحب يحتم علينا الخروج من ذواتنا والانشغال في مساعدة الآخرين على تحقيق ذواتهم، فنحن لن نتمكن أن نحب إلى أن تترسخ تلك الرؤيا في نفوسنا.
مُترجم بتصرف من كتاب رحلة في فصول الحياة
Sign In
The password must have a minimum of 8 characters of numbers and letters, contain at least 1 capital letter